2025-08-05 10:03:21
أثار الاتحاد الأردني لكرة القدم ضجة جديدة في الأوساط الرياضية بعد أن طالب رسمياً من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التحقق من أهلية مشاركة إحدى لاعبات المنتخب الإيراني للسيدات، وذلك بسبب شكوك حول جنسها الحقيقي. جاء هذا الطلب عبر كتاب رسمي وجهه الاتحاد الأردني إلى الجهة القارية المسؤولة، مما أثار جدلاً واسعاً حول نزاهة المنافسات النسائية في القارة الآسيوية.
ونشر سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، صورة من الكتاب عبر حسابه على تويتر، مرفقة بتعليق شديد اللهجة جاء فيه: "لا صلة لها بالتغريدات السابقة ولكنها مشكلة خطيرة للغاية إذا كانت صحيحة. من فضلك، استيقظ أيها الاتحاد الآسيوي". وأكد الأمير علي على ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء الطبيين المستقلين للتحقق من هوية اللاعبة المشكوك فيها.
ويأتي هذا الطلب في أعقاب تأهل المنتخب الإيراني للسيدات إلى بطولة أمم آسيا 2022 في الهند، بعد فوزه على نظيره الأردني بركلات الترجيح في المباراة الحاسمة. وقد ذكر الاتحاد الأردني في كتابه أن المنتخب الإيراني له سوابق مثيرة للقلق في قضايا النوع الاجتماعي وتعاطي المنشطات، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الاتحاد الآسيوي.
وليس هذا أول جدل من نوعه يثار حول المنتخب الإيراني للسيدات. فقبل ستة أعوام، كشفت وسائل إعلام إيرانية عن أسماء ثمانية لاعبين ذكور مثلوا منتخب بلادهم للسيدات خلال السنوات الماضية. وبعد ثماني سنوات من الإنكار المستمر، اعترف مصدر مقرب من الاتحاد الإيراني لكرة القدم بصحة هذه التقارير، مؤكداً أن العدد الفعلي للاعبين الذكور الذين شاركوا مع المنتخب النسائي بلغ ثمانية وليس أربعة كما كان معتقداً في البداية.
تعود جذور هذه الفضيحة إلى عام 2008، عندما أثار محمد مرتضى نجاد، رئيس أحد الأندية الإيرانية، الموضوع لأول مرة، لكن الاتحاد الإيراني وصف اتهاماته حينها بأنها "كاذبة". إلا أن الصحيفة البريطانية "تلغراف" نشرت في 2014 تحقيقاً مفصلاً كشفت فيه عن وجود أربعة رجال في صفوف المنتخب النسائي، مما أدى إلى طردهم رسمياً من قبل الاتحاد الإيراني في فضيحة هزت العالم الرياضي.
ويؤكد الخبراء أن هذه القضية تطرح تساؤلات جوهرية حول آليات الرقابة في الاتحادات القارية، ومدى جدية تطبيق اللوائح الخاصة بالمنافسات النسائية. كما تثير مخاوف حقيقية حول حقوق اللاعبات الحقيقيات اللاتي قد يحرمهن مثل هذه الممارسات من فرص المنافسة العادلة.
ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتخذ الاتحاد الآسيوي إجراءات حاسمة هذه المرة، أم ستضيف هذه الحادثة إلى سلسلة الفضائغ التي طالما لاحقت كرة القدم النسائية في القارة الآسيوية؟ المشهد الرياضي يترقب الإجابة، بينما تتصاعد الدعوات لمزيد من الشفافية والمساءلة في إدارة هذه القضايا الحساسة.
