2025-09-22 04:47:03
أثار قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم باستبعاد اللاعب محمد ديارا من المنتخب الوطني تحت 19 عاما بسبب التزامه بالصيام خلال شهر رمضان موجة عارمة من الغضب والاستنكار عبر منصات التواصل الاجتماعي. وجاء القرار المثير للجدل بعد رفض ديارا، لاعب نادي ليون، الإفطار خلال أيام المعسكر التدريبي، مما دفع الاتحاد الفرنسي إلى استبداله بلاعب آخر.
وكشفت تقارير إعلامية أن الاتحاد الفرنسي أصدر تعليمات صارمة تمنع تعديل أوقات التدريبات أو شروطها لتتوافق مع متطلبات الصيام في رمضان، حيث ألزم جميع اللاعبين بعدم الصيام خلال فترة المعسكرات بكاملها وليس فقط في أيام المباريات. وهذا القرار الذي وصفه الكثيرون بأنه تمييزي، أثار تساؤلات حول مكانة اللاعبين المسلمين في الكرة الفرنسية.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم الكبير للاعب الشاب، مشيدين بموقفه الثابت في التمسك بمبادئه الدينية رغم الضغوط الكبيرة ورغم صغر سنه ورغبته الشديدة في تمثيل منتخب بلاده. وقد واجه الاتحاد الفرنسي موجة انتقادات حادة وصفها البعض بأنها “عنصرية منهجية” ضد اللاعبين المسلمين.
وعلّق الناشط جيسون بروكرز قائلاً: “لقد لعب العديد من النجوم مباريات مصيرية وهم صائمون، بما في ذلك نهائيات دوري أبطال أوروبا. حجة التأثير على الأداء الرياضي لا تصمد هنا”. بينما وصف الصحفي السعودي عبد الهادي المستادي القرار بأنه “محاولة للعب على وتر حب اللاعبين الصغار للكرة وإجبارهم على الاختيار بينها وبين دينهم”.
وجاءت ردود الفعل الغاضبة من شخصيات رياضية مرموقة، حيث استنكر نجم تشلسي السابق ديمبا با هذه الممارسات ووصفها بأنها “محاولة لمحو هوية اللاعبين المسلمين”. وتساءل: “ما هو التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يتحقق إذا قدمنا الدعم للاعبين بدلاً من إدانتهم؟”
ويأتي هذا الجدل في وقت يشكل فيه المسلمون نسبة كبيرة من لاعبي المنتخبات الفرنسية، مما يثير تساؤلات حول مدى احترام التنوع الثقافي والديني في المؤسسات الرياضية الفرنسية. وقد حذر نشطاء من أن هذه السياسات التمييزية قد تدفع العديد من اللاعبين المزدوجي الجنسية إلى اختيار تمثيل بلدانهم الأصلية، وهو مصير قد يلحق به محمد ديارا الذي قد يختار تمثيل منتخب مالي بدلاً من فرنسا.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ولكنها تكرس نمطاً من السياسات الممنهجة التي تتعارض مع مبادئ التنوع والاحترام التي يفترض أن تدعمها الرياضة عالمياً.
