2025-08-04 10:08:02
انطلقت رسميًا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو، بحفل افتتاحي غير مسبوق في تاريخ الأولمبياد، حيث جرى بدون حضور جماهيري وبإجراءات احترازية مشددة لمواجهة جائحة كورونا.
حفل افتتاح استثنائي في ظل الجائحة
شهد الملعب الأولمبي الرئيسي في طوكيو حفلًا افتتاحيًا مخالفًا للتقاليد الأولمبية المعتادة، حيث غابت عنه الجماهير تمامًا واقتصر على عدد محدود من المسؤولين والرياضيين. جاء هذا الحفل بعد تأجيل دام عامًا كاملاً عن موعده الأصلي المقرر في صيف 2020، بسبب تداعيات جائحة كورونا العالمية.
تميز الحفل بالبساطة والاختزال، حيث خلا من العروض الضخمة والاستعراضات الجماعية المعهودة في الدورات السابقة. أعلن الإمبراطور الياباني ناروهيتو انطلاق الدورة رسميًا خلال حفل شهد عروضًا فنية محدودة، تلاها استعراض لوفود الدول المشاركة التي سارت بهدوء مع التلويح بأعلامها.
تحديات تنظيمية غير مسبوقة
تواجه اليابان تحديات تنظيمية كبيرة في هذه الدورة، حيث ستجرى جميع المنافسات الرياضية حتى تاريخ 8 أغسطس/آب دون حضور جماهيري. وتشارك في هذه الدورة أكثر من 11 ألف رياضي من مختلف أنحاء العالم، يتنافسون في 339 مسابقة ضمن 33 رياضة أولمبية مختلفة.
ومن بين الحضور البارزين في حفل الافتتاح جيل بايدن السيدة الأولى للولايات المتحدة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ستستضيف فرنسا الدورة الأولمبية المقبلة في 2024. كما حضر عدد من ممثلي الجهات الراعية ووسائل الإعلام العالمية.
خيبة أمل اقتصادية وتاريخ يعيد نفسه
كانت اليابان تأمل أن تشكل أولمبياد طوكيو 2020 فرصة لإظهار تعافيها من كارثة زلزال وتسونامي 2011، تمامًا كما مثلت أولمبياد 1964 عودة البلاد إلى الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. لكن الجائحة حرمتها من هذه الفرصة الذهبية.
واجهت اليابان خسائر اقتصادية فادحة بسبب القيود المفروضة، حيث انهارت آمال انتعاش قطاع السياحة بعد قرار منع الجماهير الأجنبية من الحضور. وتشير التقديرات إلى أن التكلفة الإجمالية للألعاب بلغت حوالي 15.4 مليار دولار، بما في ذلك 3 مليارات دولار تكاليف التأجيل فقط.
رغم كل التحديات، تبقى دورة طوكيو 2020 حدثًا تاريخيًا سيُذكر كأول أولمبياد في العصر الحديث يُقام دون جماهير، واختبارًا حقيقيًا لقدرة المجتمع الدولي على مواصلة الحياة رغم الأزمات العالمية.
